gpldroid
طاقم الإدارة
العرائش نيوز:
عندما بات الإنجاب ترفاً .
بقلم .عبد العزيز الخطابي .
في الوقت الذي تفتخر فيه الدول بنموها السكاني، يبدو أن المغرب يسير في الاتجاه المعاكس، وكأننا نعيش في فيلم خيال علمي حيث تراجعت نسبة الخصوبة إلى مستويات تنذر بالخطر. لكن، هل يمكننا تحميل كل ما يجري للأقدار؟ بالطبع لا! دعونا نغوص في أعماق هذه الأزمة ونكشف عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذا التراجع المروع.
1. تنظيم الأسرة: سياسة الانتحار الديموغرافي .
منذ ثلاثين عاماً، بدأت الحكومة المغربية في تنفيذ سياسات تنظيم الأسرة وكأنها تعتقد أن تقليل عدد الأطفال هو الحل السحري لكل مشكلات البلاد. يا لها من فكرة رائعة! لماذا نحتاج إلى عائلات كبيرة تدعم الاقتصاد عندما يمكننا ببساطة تقليص عدد الأفراد وتحويلهم إلى أرقام على ورق؟ أصبح إنجاب طفلين فقط هو “الترند” الجديد، وكأننا في منافسة لنرى من يستطيع الإنجاب بأقل عدد من الأطفال.
2. دخول المرأة سوق العمل: خيار أم إكراه؟
بالتأكيد، يجب أن نشيد بدخول المرأة إلى سوق العمل، لكن هل كان ذلك اختيارًا حقيقيًا أم مجرد ضرورة فرضتها الظروف الاقتصادية القاسية؟ إن المرأة المغربية تعمل في المقاهي والمعامل، وتكافح في الشوارع، بينما تُرغم على التخلي عن أحلام الأمومة. أين هو الدعم الحكومي لتمكين المرأة من الجمع بين العمل ورعاية الأسرة؟ يبدو أن الحكومة مشغولة بأمور أخرى، مثل النوم في البرلمان بينما تتزايد معاناة الأسر.
3. الضغوط الاقتصادية: عندما يصبح الإنجاب ترفاً .
في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني للكراء والمواد الغذائية، يصبح الإنجاب ترفاً لا تستطيع معظم الأسر تحمله. لماذا تضع الأسرة نفسها في دائرة الفقر المدقع عندما يمكنهم ببساطة تقليل عدد الأطفال؟ هل من المعقول أن نضع عبءاً إضافياً على كاهل الأسر التي بالكاد تستطيع توفير لقمة العيش؟ يبدو أن الحكومة لا تكترث، فهي غائبة تمامًا عن الواقع، وكأنها تعيش في كوكب آخر.
4. سياسات الحكومة: فشل في كل الاتجاهات .
إن السياسات الحكومية، وخاصة تلك المدعومة من البنك الدولي، هي مثال حي على الفشل. تفرض هذه السياسات على المغرب تنظيم الأسرة وتقديم تنازلات اقتصادية، بينما تعاني الأسر من الأزمات. هل من المعقول أن تُجبر البلاد على اتباع سياسات تقودها إلى الانقراض الديموغرافي؟ يبدو أن المخططين في الدولة يعيشون في فقاعة ولا يرون ما يحدث في الخارج.
5. غياب الدعم الحكومي: أين أنتم يا قادة المستقبل؟
المشكلة الأكبر هي غياب الدعم الحكومي للأسر. لا توجد برامج فعالة لمساعدة الأسر على الإنجاب، بل على العكس، يواجه المغاربة تحديات اقتصادية هائلة. أين هي المساعدات الأسرية؟ أين هي البرامج التي تشجع على الإنجاب في ظل الظروف الحالية؟ يبدو أن الحكومة مشغولة بالتحضير للانتخابات القادمة، بينما الأسر تعاني في صمت.
إذا كانت الحكومة المغربية تأمل في تحسين الوضع الديموغرافي، فعليها أن تستيقظ من غفوتها وتبدأ في العمل على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للأسر. يجب أن تكون هناك خطة واضحة، وليس مجرد شعارات فارغة. لنكن صريحين: إن لم يكن هناك تغيير حقيقي، فإننا نتجه نحو مستقبل مظلم، حيث يصبح الإنجاب حلماً بعيد المنال. فهل ستستمر الحكومة في تجاهل هذه الأزمة؟ لننتظر ونرى!
Continue reading...