العرائش نيوز:
غيّب الموت التكتوكر المغربي هشام بعد صراع مرير مع مرض السرطان، في قصة حركت مشاعر الملايين الذين تابعوا رحلة شجاعته وألمه على منصات التواصل الاجتماعي. كان هشام مثالاً يُحتذى به في الصبر والإرادة، حيث لم يترك المرض يفتك بروحه، رغم تأثيره الكبير على جسده وحياته اليومية.
منذ أن عرف هشام بمرضه، قرر أن يجعل من معاناته رسالة أمل وقوة للآخرين. بدأ يوثق لحظاته بحلوها ومرها، متحديًا المرض بابتسامته التي لم تفارقه حتى في أصعب الأوقات. عبّرت مقاطع الفيديو التي نشرها عن شخصيته المتفائلة وروحه المضيئة، وجعلت الكثيرين يتعاطفون معه ويدعمونه في معركته ضد المرض الخبيث.
لم تكن رحلة هشام في مواجهة المرض وحده، فقد كانت زوجته خديجة صامدة إلى جانبه كجبل شامخ لا تهزه الرياح. وقفت معه في كل خطوة، ورفضت أن تفقد الأمل في شفاء زوجها رغم قسوة المرض. كانت سندًا له، تزرع في قلبه الإيمان بأن النصر قريب، وتحيطه بالدعم النفسي والعاطفي الذي احتاجه في أحلك لحظاته. برغم الألم والمعاناة، لم تتوقف خديجة عن البحث عن بارقة أمل، فكانت رحلة علاجه إلى فرنسا حلمًا سعت لتحقيقه بكل ما أوتيت من قوة.
رحلة هشام للعلاج في فرنسا كانت مليئة بالأمل والدعاء. مثلت تلك الرحلة فرصة جديدة له ولزوجته وعائلته ولجمهوره الكبير الذي وقف إلى جانبه بالدعاء والتشجيع. لكن القدر كان له كلمة أخرى، حيث لم تسعف العلاجات المتقدمة في إيقاف المرض الذي أرهق جسده وأطفأ بريق شبابه.
برحيله، يفقد العالم شابًا كان مثالاً للشجاعة في وجه المصاعب، وزوجةً ضُرب بها المثل في الوفاء والصبر. هشام لم يكن مجرد مريض، بل كان رمزًا للقوة والإيمان والصبر. ترك وراءه إرثًا من الأمل، ورسائل مليئة بالدروس حول تقدير الحياة والنعم الصغيرة، وعن أهمية الحب والتضامن الإنساني.
وداعًا هشام، رحلت عن عالمنا لكنك ستظل حاضرًا في قلوب من عرفوك، ومن ألهمتهم قصتك. اللهم ارحمه برحمتك الواسعة واجعل مثواه الجنة، وألهم أهله وزوجته خديجة وذويه الصبر والسلوان.
Continue reading...