gpldroid
طاقم الإدارة
العرائش نيوز:
بقلم : ذ . زكرياء الساحلي
تُظهر اتفاقية الشراكة المتعلقة بمشروع التثمين السياحي لمدينتي العرائش والقصر الكبير، والتي تجمع توقيعات وزارات متعددة، ومجالس جهوية وإقليمية، وجماعات محلية، إلى جانب هيئات متخصصة في التنمية السياحية والاقتصادية، وجود رؤية طموحة تهدف إلى جعل السياحة قاطرةً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بإقليم العرائش، وتحويله إلى قطب سياحي مؤهل بحلول عام 2027.
وقد رُصدت لهذه المبادرة تكلفة مالية مهمة، كما وُضعت أهداف استراتيجية واضحة لضمان نجاحها. وأظهرت الاتفاقية التزامًا جادًا بحوكمة المشروع من خلال تشكيل هيئتين جهوية وإقليمية للإشراف على البرنامج وتتبع تنفيذه وتقييم نتائجه.
وفي إطار هذه الرؤية، أسندت الاتفاقية للجماعات الثلاث: العرائش، القصر الكبير، والسواكن، دورًا محوريًا في تأطير الساكنة وتشجيعهم على الانخراط الفعلي لإنجاح المشروع. كما تقرر تشكيل لجنة محلية للإشراف والتتبع والتقييم.
وهنا يبرز الدور الحيوي للمجتمع المدني الذي يُناط به الترافع عن هذا المشروع، وضمان خروجه إلى حيز التنفيذ وفقًا لما جاء في الاتفاقية، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز المكانة السياحية للإقليم، كون المجتمع المدني سيلعب دورًا محوريًا في الترافع عن هذا المشروع من خلال مجموعة من الجوانب الأساسية التي تضمن تحقيق أهدافه بشكل مستدام ومتوازن. ويتجلى هذا الدور في ما يلي:
1 التوعية والتثقيف:
يمكن للمجتمع المدني أن يُسهم في توعية المواطنين بأهمية المشروع وفوائده طويلة الأمد، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الثقافي. ويتم ذلك من خلال تنظيم ورشات عمل، حملات تحسيسية، وبرامج تعليمية تهدف إلى تعزيز الوعي العام بأهمية المشروع ودوره في تحسين جودة الحياة.
2 المشاركة في التخطيط والتنفيذ:
يشكل انخراط المجتمع المدني في اللجان التخطيطية والتنفيذية للمشروع عنصرًا أساسيًا لضمان توافق الأهداف والخطط مع احتياجات السكان المحليين وتطلعاتهم، ويشمل هذا الدور تقديم اقتراحات بناءة، مراجعة الخطط، والتأكد من انسجام المشروع مع الهوية الثقافية والقيم المجتمعية المحلية.
3 الرصد والتقييم:
يُعتبر المجتمع المدني شريكًا فاعلًا في مراقبة تنفيذ المشروع، لضمان الالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية، ويشمل ذلك التقييم المستمر للأثر السياحي والثقافي والتنموي للمشروع على المجتمع المحلي، مع اقتراح تحسينات عند الحاجة.
4 دعم البنية التحتية السياحية:
يمكن للجمعيات المدنية أن تساهم في تعزيز البنية التحتية السياحية من خلال دعم مشاريع صغيرة مثل إعادة تأهيل المباني التاريخية، تطوير المسارات السياحية، أو المساهمة في تحسين الخدمات المحلية التي تعزز من جاذبية المدينة للسياح.
5 إدارة السياحة المستدامة:
يلعب المجتمع المدني دورًا رئيسيًا في الترويج لممارسات السياحة المستدامة، من خلال توعية السكان والسياح بسبل الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي، وضمان أن النشاط السياحي لا يؤدي إلى استنزاف الموارد أو تدهور المعالم التاريخية.
6 توثيق وحماية التراث:
تُعتبر الجمعيات المدنية جزءًا أساسيًا من جهود توثيق التراث المحلي من خلال إنشاء متاحف ومراكز تأويل تراثية، واقتراح استراتيجيات فعّالة لحماية المعالم التاريخية من التلف أو الإهمال.
7 التوسط والحوار:
يضطلع المجتمع المدني بدور الوسيط بين السلطات المحلية، الشركات السياحية، والمجتمع المحلي، لضمان تحقيق التوازن بين مصالح جميع الأطراف. كما يُمكنه المساهمة في حل النزاعات التي قد تنشأ خلال تنفيذ المشروع.
8 تعزيز الفرص الاقتصادية:
يدعم المجتمع المدني الصناعات التقليدية وخدمات الإيواء السياحي الأصيل من خلال برامج تدريبية، المساعدة في الحصول على تمويل، وتنظيم مهرجانات ترويجية تُبرز المنتجات المحلية وتُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
9 التمثيل والتأثير:
يسهم المجتمع المدني في تمثيل السكان المحليين في المناقشات والمناسبات العامة المتعلقة بالمشروع، لضمان أن أصواتهم مسموعة وأن رؤيتهم تُؤخذ بعين الاعتبار في عملية اتخاذ القرار.
باختصار، يُعد المجتمع المدني قوة دافعة لتحقيق نجاح مشروع التثمين السياحي باقليم العرائش، من خلال دوره التوعوي، مشاركته الفعالة، والتزامه بالمحافظة على التراث الثقافي والبيئي، يمكنه المساهمة في تحويل المدينة إلى وجهة سياحية مستدامة تحقق تطلعات الساكنة وتعزز مكانتها الاقتصادية والثقافية.
Continue reading...