gpldroid
طاقم الإدارة
العرائش نيوز:
- محمد بنقدور الوهراني
أعترف، أولا، بأني قطعت عهدا على نفسي ألا أتحدث عن مدينة القصر الكبير، سلبا أو إيجابا، ولكن تدوينة الصديق السي محمد القاسمي، وما أحدثته من تعليقات وتجاذبات أقنعتني بضرورة إدلاء وجهة نظر أعلم أن الكثير من القصريين يتقاسمونها معي.
بداهة، مدينة القصر الكبير بعيدة عن السياحة بعد السماء عن الأرض، ولعل الغالبية العامة التي تفاعلت مع تدوينة القاسمي اعتبرت الأمر كلاما في كلام لا يستقيم مع واقع المدينة، بل هناك من اعتبر فكرة القاسمي التي تتماها مع حدث اجتماع جماعة القصر الكبير من سابع المستحيلات، كما ذهب إلى ذلك أحد أبنائها الوازنين وهو خالد الشرادي.
في اعتقادي الشخصي، كذلك، موضوع التبشير بمشروع إدخال مدينة القصر الكبير في مصاف المدن السياحة، أو الأركيولوجية أو الثقافية، أو شيء من هذا القبيل، لا يحمل في عمقه لا وجاهة ولا صوابا ولا حتى ملمحا واحدا من ملامح تحقيقه وتحققه ولو بعد 100 عام!!!
في رأيي، كذلك، مفهوم المدن السياحية معروف، والشروط الواجب توفرها في المدن السياحية معلومة، والمواصفات المطلوبة في المدن السياحية كذلك يعرفها الجميع، منها الجغرافي ومنها التاريخي ومنها الاجتماعي وغير ذلك.
قد يتفق معي العديد من الأصدقاء أن مدينة القصر الكبير تفتقر بشكل شبه كلي إلى مآثر تاريخية أو جغرافية أو ثقافية يمكن أن تدخل في إطار معالم تستحق الانتباه، كما أن البنية التحتية التي يمكنها استقطاب سياح محتملين منعدمة بالمرة، أما إذا أضفنا الحال والأحوال التي نلمسها ونشاهدها بين دروب وأحياء المدينة، قديمها وحديثها، فبالتأكيد هي لا تشجع أحدا على تجشم تعب الزيارة لمدينة تكاد تكون ميتة.
في رأيي كذلك، الاحتياجات الأولية لمدينة مثل القصر الكبير ليست في السياحة التي يمكن اعتبارها من الكماليات التنموية، وإنما في أمور أخرى يمكن اعتبارها أساسية تفتقر إليها المدينة بشكل كلي وحاد، هذه الحال والحالة، وللأمانة، ليست بسبب المجالس الجماعية المتعاقبة في المدينة، وإنما بسبب اعتبار القصر الكبير مدينة منسية تنمويا من طرف الدولة قبل أي جهة أخرى.
لذلك، فكرة أو مشروع البحث عن مداخل أو أسباب أو اعتبارات أو ملاحق لتحويل مدينة القصر الكبير إلى وجهة سياحية ليست في محلها، ولابأس من أخذ العبرة من الموقع الأثري (ليكسوس) في مدينة العرائش الذي لم يحقق أبدا الأهداف التي رسمت له، رغم الأموال الطائلة التي صرفت من أجل تهيئته، وظل بعيدا عن الاهتمام العام رغم توفره على كل الشروط الجغرافية والتاريخية والأركيولوجية لكي يكون مزارا سياحيا دوليا من الطراز الرفيع.
كما أن مدينة العرائش لم تصل إلى مصاف المدن السياحية بالرغم من توفرها على الكثير من الشروط والمواصفات.
القصر الكبير مدينة فلاحية منذ دائما، وستظل كذلك، ومن يرد تحويل بوصلتها الزراعية نحو وجهة أخرى لا تنسجم مع طبيعتها كمن يحرث في الماء ليجني وردة لن تنبث أبدا.
مع كل الحب لمدينة القصر الكبير، ولأهل مدينة القصر الكبير .
Continue reading...